رسالة الى صغيرى
ارسلها كل يوم منذ ٢٨ عام
يامن كنت كل اهلى فى غربة الاحزان
كم اخذتنى الاحلام و الامانى التى كانت فى قلبى لك كم كانت جميلة و رائعة تخطو بخطا ثابتة واثقه فى كرم الله و فضله
اخذتنى الامانى ان اراك تكبر و تكون رجلا بمعنى الرجولة الحقيقية فى اخلاقك و ملامحك تمسك بكل القيم و المبادىء و ان تكون نقيا طاهرا
كأمك و ارى نور الخياة من عينيك احلم و انا استقبلك بالورود و انت عائد من الخارج بعد ان استكملت دراستك بامتياز كاخواتك
قد يتحقق حلمى يوما و اراك فى الجنة
فهل تعرفنى اخاف ان تحرمنى تفاهتى منك فمن الان سأفعل الخير
و اكون ملاك مثلك حتى يهدينى نور الله اليك كل تفاصيل حياتك محفورة فى روحى لا انسى منها نسمة كل يوم اجددها مع نبضات قلبى اتلمس روحك و عطرك الذى مازال عابق فى ملابسك و بعض الشعر الذى تساقط منك و كان الله منحنى هذه الهدية تذكار منك وكانى اراك بها
لا انسى ابدا عندما مسكت يدى بكل قوة و اطبقت عليها و كانك تمنحنى القوة لما هو ات بعد ٤٥ يونا فى غيبوبة و هى كل عمرك فى الحياة و نظرت الى وجهى و اطالت النظر فلم اكن اعرف انه قد حان الرحيل و كأنك تقول لا تبكى يا امى و لا تحزنى فهذه اللمسة الحانية مازالت معى تعطيتى القوة و الامل فى الحياة
كل يوم امسك يدى و اغلقها حتى المس يديك فاجدها تهوى فارغة برغم اننى احس انك تلمسها و تمسك بيدى و نذهب معا الى مكان اكثر رحمة و امان
و رغم غيابك اعرف انك بخير يا كل العمر لانك فى مكان عظيم
ملاك فى السماء
لم تكن تعرف كم هى قاسية الحياة فيها جبروت و جبابرة لا يقدر عليهم احد الا الله فدنسوا الحياة و اغتالوا زهورا و نكسوا جباة لم تعد الحياة تطاق منهم
رحلت و تركت قلبى فى بئر الحرمان منك يلاطم امواج الغدر و الجرح و مهما مرت الايام لن يأخذ احد مكانك لان الله خلق لكل روح مكانها فى القلوب
ابعث كل يوم رسائلى و السلام و روحى لتضمك لا تخاف و اطمئن فلست وحدك معك ملائكة مثلك معك الله العظيم ففى السماء الرحمة و الحب و النقاء فالعب مع اقرانك بحب كما كنت اتمتى ان تكون روحك محبة و نقية
الان اضمك بروحى و بقلبى و اشكرك لانك عدت الى الحياة لتودعنى قبل الرحيل
و كأن الله يعيد الروح للاحبة لكى تودع احبابها
و ترسل لهم رسالة حب من خلال نظرة عينيها و ابتسامة امل خفية تخفى وراءها الالم و لمسة حانية من يدها لكى تترك اثارها فى الروح مع كل لمسة يد و شروق صباح
لك السلام و الحب بنى