الخميس، 16 أبريل 2020

لحظات الاحتضار

ماذا يفيد الجسد بعد الاحتضار و عذاب الروح و الانكسار فعذابها اشد الما على النفس  تتساقط وريقات من أعمارنا مهما كانت قاسية تمر ونحتاج الى مخرج منها و لكن اين المفر  حالات انسانية كثيرة تشبه بعضها لكن مع اختلاف الزمان و المكان فلنأخذ منها عبرة ولكن كيف لنفس ان  تأخذ عبره و هي   في  غيبات الجب من بئر الظلم و القهر حياة البعض متشابهة العنوان واحد الاحساس بالظلم و الأيام تعدو قهرا و مرارة اليأس في الحلقوم نتجرعها بالكأس مثل اليانسون و القلب لم يعد يملؤه  الظنون ولا همهمات  قلب مخدوع انه واقع اليم نتجرع منه الالم الذى فاق الحدود كل يوم تسقط ورقة من وريقاته   ولا احد يدرى متى ميعاده
 هذه الورقة اليوم لسيدة تعدت الخمسين عاما 
 كل ايامها متشابهة مع رجل متصابي يعشق اوراق الزيتون و يلهث وراء الفتيات الصغيرات 
وفى غفلة من الزمن جاء كهارون  الرشيد و علامات التعالي و الجبروت ترتسم على وجهه و يقول لها لم يعد لك   مكان في هذا البيت هذه سيدة البيت و سيدتك فانحنى امامها و قدمي لها  التحية قبل ان تغادرين بملابسك ستخرجين ليس لك حق فيما تأخذين فليس لك مكان في هذا البيت يكفى انني تحملتك كل هذه الفترة ما اقبح وجهك اغربي عن وجهى لا اطيق النظر اليك
فابتسمت في دلال الدنيا الصغيرة التي تطلع اليها في فرح لانها الحلم الذى سيعود به الى الشباب و الحياة من جديد فقالت له لماذا لا تنفذ وعدك بطلاقها فقال لها لا تستعجلي الأمور هذا ما كنت انوى عمله الان  لو صبر القاتل على المقتول ولا يعرف انه قاتل قاتل هذه الروح التي ظلت تعانى معه حتى وصل الى ما هو فيه من جاه و ثروة بعد ان كان فقيرا عملت معه ايام الشقاء  
فكان هذا جزاؤها فاين تذهب لقد ضاع شبابها و اخذ منها عمرها و كل ما تملك في حياتها بين كل هذه الاحداث التي تمر امام اعينها كفيلم سينمائي مرعب  كتب ببراعة و اشتد  الصراع و ظلت تتمتم بكلمات غير مفهومة الى ان فقدت النطق و الحركة  لم تعد قادرة على المواجهه  فبكل جبروت دفعها بقوة نحو الارض و اخذ يجرها على الارض ليخرجها من بيتها الشاهد الوحيد على سنين شقاؤها والى ان اصبحت خارج الاسوار ابت روحها  ان تغادر بعيدا عنه لتظل في هذا المكان لتحكي لكل من مر به كيف سقطت سنين عمرها و جفت على الاغصان ازهارها و كيف كانت وفية له و لم تتركه عندما علمت انه لم ينجب ولا يمكن ان يكون عندها طفل صغير يؤنس وحدتها فعتبرته ابنها و حبيبها و كل ماتملك وكانت ترى نور العالم من عينبه 
من هنا لابد ان  تغير القوانين و تظل السيدة في بيتها لو طلقها زوجها اذا كانت في سن كبيرة او لم يكن عندها اولاد  و ان يتكفل بالانفاق  عليها لان من يعمل في اي مكان يأخذ معاش وهى عملت وقضت سنين عمرها في  خدمته هل يعقل ان يكون هذا جزاؤها